الجمعة، 1 فبراير 2013

ذكرى يُتم



  ما بين مغمضة عياني ومتفتحة متوسدة انا لحافي راجية من الله أن نصبح بخير...
   صرخات   متتالية  اسمع من غرفة والدي ...
  كصعقة برق سريعة شديدة وصلت فوق رأسه  عددتها بأقل من الثواني وكأني قفزت  قفزة واحدة   من غرفتي لغرفته ..
 وصلت رأسه راجية من الله ومتوسلة له بأن لا يذهب وأنا فوق رأسه
 أبكي بكاء شديد
 أبتي انا بحاجتك لا ترحل
 لا تترك قسوة الايام تتلذذ بطعمي ...
  مرة أسمع صوت تراتيل القرآن يرتله ومرة أسمعه ينطق بالشهادتين مرة تتلوها مرة وأنا انظر  اليه
 كان ينظر الي بتمعن شديد وكأنه يوصيني يودعني ويريد أن يقبلني قبلتي الأخيرة
 تقدمت اليه أكثر فأكثر وأنا امسك بيده راجية منه أن لا يذهب فأنا لن استطيع تحمل هذا
 قبلته قبلة ألم ...
 وفوق رأسه قرأت بعض من سورة يس
 وما زلت أبكي خوفا من فراقه

 ما هي الا دقائق امتلأت بها الغرفة بالزائرين فالاتصالات الهاتفية لم تكن تنقطع وأنا لا مبالية   وكأني لم أعلم بوجود أحد سواي وافراد عائلتي ...
 من بينهم كان هناك رجلا لم يستطع الدخول لرؤيته فبكائه لن انساه طيلة حياتي
 ولم ارَ بكائه يوما الا حين كان في ذلك الوقت
 فهذا الرجل كان اخ والدي الوحيد والأكبر فاستكفى بالبقاء  على حافة الباب ينظر والدموع لا   تنقطع .
 انتهيت من تلاوة سورة يس
 نظرة شاملة في انحاء الغرفة
 فإذا بي اقرا بعيون الجميع
 نظرة حزن
 وشفقة
 كان بودي لو اخرجهم جميعا من الغرفة ...
 في وقتها
 سمعت صوت وتوته تقول
 ( ما عمريش سمعت حدا  بنطق بالشهادة وبقرا القران  من دون ما حدا يلقنيو الله يصبروا ويثبتوا )
 أيقنت وقتها بأن والدي بأمان بين يدي الله
 ولكني لا زلت معلقة به
 فحبه أبدي ولكم أن تتصوروا ماذا تعني كلمة أبدي ...
 (من مواقفي التي عشت).....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق